‏إظهار الرسائل ذات التسميات طب. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات طب. إظهار كافة الرسائل

الخميس، 9 ديسمبر 2010

روبوت يساعد الأطباء في جراحة المخ



تمكن علماء ومهندسون كنديون من تطوير إنسان آلي يتمتع بحاسة لمس قوية ستمكن الأطباء من إجراء عمليات دقيقة في الدماغ باستخدام أوضح الصور حتى الآن.
 
ويسمح الإنسان الآلي - الذي اطلق عليه "نيورو ارم" أو ذراع الاعصاب الذي يجمع بين تكنولوجيا جراحات الدماغ وعلوم الصواريخ لجراحي المخ والأعصاب - بإجراء أخطر العمليات بالاستعانة بآلة تصوير تعمل بالرنين المغناطيسي وتعطي صورا واضحة ثلاثية الأبعاد حتى لأصغر الأعصاب حجما.
 
ومن المتوقع إجراء أول عملية بالاستعانة بهذا الإنسان الآلي هذا الصيف في مستشفى فوتهيلز في كالجاري.
 
من جانبه، قال جارنيت سذرلاند جراح المخ والأعصاب بجامعة كالجاري - الذي يرأس المشروع - في تصريحات للصحفيين: "إن نيورو ارم" سيتيح للأطباء استخدام تقنيات جراحية في أمراض مثل أورام المخ التي لا يتمتع الجراحون بالبراعة الفائقة اللازمة لإجرائها".
 
وأضاف "بينما كان الإنسان الآلي المزود بأدوات جراحية يعبث بأشياء بالغة الصغر من خلفه "هناك تعاون هائل.. لدينا في غرفة العمليات الآن مجموعة كاملة من المهندسين والعلماء الذين يساهمون في تحسين جراحة المخ والأعصاب."
 
ويجري التحكم في ذراع الاعصاب "نيورو ارم" من خلال غرفة تشبه قمرة القيادة في الطائرة، حيث يمسك الجراح بمقابض تجعله يشعر بالضغط والأنسجة مما يحول دون تعرض الأوعية الدموية والأنسجة الاخرى لضغط كبير خلال العمليات.

بنكرياس اصطناعي للسيطرة على السكري


اظهر باحثون من جامعة كمبريج البريطانية ان البنكرياس الاصطناعي يمكن ان يستخدم لتنظيم معدلات السكر في اجساد الاطفال المصابين بالنوع الاول من السكري.

وبينت تجارب مختبرية ان دمج مجس حقيقي يقيس معدل السكر مع مضخة تعطي جرعات من الانسولين يمكن ان يحسن على نحو فعال من درجة ضبط وتنظيم معدلات السكر في الجسم.
واظهر البحث، الذي نشرت مقتطفات منه في مجلة لانسيت الطبية، ان الجهاز الجديد سيقلل بشكل ملموس من الانخفاضات الحادة الخطيرة ف....

الأربعاء، 24 نوفمبر 2010

علماء يرسمون معظم الخريطة الوراثية للإنسان


29/10/2010

أعلن المسؤولون عن المشروع العالمي لرسم الخرائط الوراثية للبشر أنهم تمكنوا من رسم 95 في المئة من جميع الخرائط المختلفة.
ويهدف المشروع المسمى -مشروع 1000 جينوم- الى مقارنة الخرائط الوراثية لألفين وخمسمئة من البشر من جميع أنحاء العالم.
وقد تؤدي الاكتشافات الجديدة الى التوصل لعلاجات بعض الأمراض.
وكانت مسودة الخريطة الوراثية الأولى قد نشرت قبل عقد من الزمان وشكلت اختراقا علميا، ولكنها كانت البداية فقط، حيث اعتمدت عينة لشخص واحد، في حين تتضمن الخريطة الحالية مقارنة للخرائط الوراثية لألفين وخمسمئة شخص.
ويقول العلماء إن دراسة الاختلافات قد تؤدي إلى معرفة أسباب الأمراض وبعض الحالات الوراثية الأخرى.
ويؤكدون أنهم توصلوا الى 75 عاملا وراثيا مرتبطا بأمراض وراثية، وكذلك توصلوا الى اكتنشاف 250-300 عامل وراثي مرتبط بتعطل بعض الوظائف في جسم الإنسان.
وقال د ريتشارد ديربين أحد المسؤولين عن المشروع لبي بي سي ان التوصل الى هذه النتائج كان ممكنا بفضل وجود تقنيات متطورة بتكلفة أقل بكثير مما كان مستخدما أثناء العمل على مشروع الخريطة الوراثية الأولي.

دراسة: مضاعفة جلسات الغسيل تحسن من صحة مرضي الفشل الكلوي


القاهرة - (ترجمة) منال علي

طالبت دراسة أمريكية حديثة بضرورة مضاعفة جلسات الغسيل الكلوي لست جلسات بدلاً من ثلاث كل أسبوع، لتحسين صحة المرضى بشكل عام وصحة القلب بشكل خاص.
وقد استنبطت هذه النتيجة من تحليل مقارن لحالة مرضى يخضعون لثلاث جلسات غسيل كلوي كل أسبوع، لمدة تتراوح بين ثلاث لأربع ساعات كل جلسة مع مرضى آخرين يخضعون لست جلسات بالأسبوع، لمدة تتراوح بين ساعتين ونصف وثلاث ساعات في كل مرة.
وتضمنت الدراسة المقارنة التي بدأت عام 2006, 245 مريض فشل كلوي، وقد تم فحصهم جميعاً بالرنين المغناطيسي لتقييم تكوين عضلة القلب لديهم، كما أكملوا جميعاً استقصاء عن أنماط حياتهم.

وأثبتت الدراسة المقارنة أن المرضى الذين خضعوا لجلسات أكثر تحسنت لديهم حالة القلب بل وصحتهم بشكل عام، كما أسفر تكرار الجلسات عن تحسن هام بالنسبة لمرضى الفشل الكلوي متمثلاً في تحسن ضغط الدم ونسبة الفوسفات في الجسم.
ونشر فريق البحث بقيادة الدكتور جيلن شيرتو رئيس قسم أمراض الكلى بكلية طب جامعة ستانفورد نتائج هذه الدراسة بجريدة نيو إنجلند الطبية هذا الشهر، الأمر الذي تصادف مع عرض نتائج البحث بالاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية لأمراض الكلى في دنفر.
ويعلق د. شيرتو على الدراسة أن الكلى تعمل لمدة سبعة أيام بالأسبوع و24 ساعة باليوم، "ولهذا يمكننا تخيل لماذا يشعر المرضى بتحسن أكبر إذا ما كان عدد الغسيل الكلوي يؤدي نفس الوظيفة الطبيعية للكلى. إلا أننا يجب ألا نغفل التكلفة المالية المضاعفة لزيادة عدد الجلسات".
وتكلف تلك الجلسات لثلاث مرات بالأسبوع حوالي 75 ألف إلى 100 ألف دولار بالعام في الولايات المتحدة, فزيادتها لست مرات يعني أن يتضاعف هذا الرقم، وهو الأمر الذي يرهق ميزانية الرعاية الصحية وكاهل المواطنين أيضاً.
وهناك عائق آخر يتمثل في مضاعفة الملاحظة والعلاج المصاحب للغسيل الكلوي والإجراءات التي يتحملها المريض عند كل جلسة، بالإضافة للآثار الجانبية لتكرار زرع أنابيب بأوردة المريض، ‫لهذا يقترح فريق البحث ألا تعمم توصية الست جلسات على جميع مرضى الغسيل الكلوي، بل تحدد وفقاً لظروف كل حالة.
ويعلق د. شيرتو قائلاً: "ليس هناك علاج يناسب الجميع. فبعض مرضي الفشل الكلوي لا ننصحهم بالغسيل على الإطلاق، بينما آخرون تكفيهم ثلاث جلسات بالأسبوع. وهناك البعض من هم في حاجة ماسة لست جلسات".
بينما يري د. ماثيو وير مدير قسم أمراض الكلى بجامعة مريلاند، أن فكرة الست جلسات تبدو عبقرية، إذ أن الكلى الطبيعية تعمل 168 ساعة بالأسبوع لتنقية الدم وإزالة السوائل الضارة منه.
ويضيف "تحاول جلسات الغسيل الكلوي فعل نفس الأمر، إلا أنها تقدمه بشكل متقطع لثلاث مرات بالأسبوع، وهذا يشكل مشكلة كبيرة لمرضي الفشل الكلوي، لأن السوائل الضارة تتمدد في الجسم وتجهد القلب. ولهذا أرى أن زيادة مرات الغسيل الكلوي تعد طريقة بارعة للتحكم في نقاء الدم وإزالة السوائل الضارة بطريقة طبيعية وبشكل مستمر، وهو الأمر الأفضل للقلب. وبهذا يتعرض المريض لجهد أقل في القلب ويعيش المرضى فترة أطول".

شركة سويسرية تطرح في دبي "علاجا بالخلايا" يهزم الشيخوخة


دبي – أحمد أبو الكرم

تطرح شركة سويسرية متخصصة في العلاج بالخلايا الطبيعية مجموعة من العقاقير المضادة للشيخوخة لأول مرة في الشرق الأوسط، خلال مؤتمر طبي يعقد في دبي يومي الجمعة والسبت المقبلين.
وقالت شركة "لاب دوم آي في إم إم" في بيان لها اليوم الثلاثاء 23-11-2010 إن العقاقير الجديدة يتم تناولها عن طريق الفم، وتعتمد على الاستفادة من قدرة الشفاء الطبيعية لدى الكائنات الحية وتستهدف تأخير عملية التقدم في السن ومحاربة الامراض المزمنة والمرتبطة بالشيخوخة وإطالة معدل العمر النوعي.
وذكرت أن العقاقير الجديدة تعتبر تطويرا لدواء "سوفتجل بي آي" وهو اول علاج بالخلايا في العالم يتم تناوله عن طريق الفم. وقالت "إن العقاقير الجديدة عبارة عن كبسولات هلامية لينة متقدمة تقنيا تستطيع المحافظة على النشاط الحيوي الكامل لمستخلصات خلايا الحمض النووي، وقد تم الحصول عليها من مستعمرة مغلقة من الخراف التي خضعت لاختبارات صارمة لأكثر من 40 جيلا".

ويشارك خبراء من الشركة السويسرية في مؤتمر الشرق الاوسط الدولي الثالث لعقاقير التجميل ومكافحة الشيخوخة والمنتجعات المعدنية الطبية المعروف اختصارا بـ"ايكام" الذي ينعقد بدبي يومي 26-27 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري.
ويشار إلى أن ابحاث العلاج بالخلايا شهدت تقدما ملموسا خلال السنوات الأخيرة، وتعتمد هذه الطريقة على زرع خلايا او خلاصات النسيج الجنيني DNA في الجسم البشري، وهذه الخلايا الشابة ستعمل بعد ذلك على اثارة نمو ووظيفة الانسجة القائمة وايقاظ الخلايا النائمة واصلاح الخلايا القديمة او المصابة بخلل وظيفي.
ويأمل الباحثون المهتمون بهذا النوع من العلاج في جعله متاحا في انحاء العالم والقضاء على احتكاره في المختبرات النخبوية.
وينعقد مؤتمر "ويكام" بدبي بإشراف من "الجمعية العالمية لطب مكافحة الشيخوخة متعدد التخصصات" التي تضم 130 جمعية زميلة في انحاء العالم.

الاثنين، 22 نوفمبر 2010

تجربة لعلاج العمى بالخلايا الجدعية

ستجرى بالولايات المتحدة تجربة على اثني عشر شخصا للتأكد من فعالية الخلايا الجذعية في تجنب العمى عند البشر

فقد أعلنت شركة ادفانسد سيل تكنولوجي (Advanced Cell Technology) الأمريكية إن إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية (FDA) وافقت على ثاني تجربة بشرية للخلايا الجذعية الجنينية، هذه المرة لعلاج نوع متقدم من فقد البصر.

وأعلنت الشركة يوم الاثنين انها ستبدأ تجربة علاجها على 12 مريضا مصابا بعاهة الضمور البقعي (Stargardt's Macular Dystrophy).

وهذه ثاني مرة توافق فيها إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية على اجراء هذه التجارب على البشر هذا العام.

فقد سبق لشركة جيرون أن بدأت في اكتوبر/ تشرين الأول تجربة على أول مريض في دراستها لاستخدام خلايا المنشأ لعلاج انقطاع الحبل الشوكي.

وقال الدكتور روبرت لانزا كبير المسؤولين الطبيين في الشركة معلقا على موافقة إدارة الأغذية والعقاقير على التجربة "هذا شيء مثير. انها تبرئة. كل هذا العمل خرج حقا سالما" من محنة الحصول على الموافقة الرسمية.

وتعد الخلايا الجذعية هي الخلايا الرئيسية في الجسم ومصدر كل الخلايا الأخرى.

ويقول مؤيدو استخدام هذا النوع من الخلايا إنها قد تغير تاريخ العلاج الطبي كله بتوفيرها علاجات لأمراض عصبية وعقلية مثل مرض الشلل الرعاش (باركينسون) والسكري عند صغار السن وإصابات الحوادث الشديدة.

لكن منتقدي المشروع يقولون ان توفير هذه الخلايا يعتمد على الحصول عليها من الأجنة قبل إتلافها وهو ما يعارضونه.

وفي العام الماضي عدلت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما عن القيود الشديدة التي كانت مفروضة على التمويل الاتحادي لمثل هذه الابحاث كما تحدى باحثان هذه السياسة الصيف الماضي في المحاكم.

وقضت محكمة استئناف بإمكانية استمرار التمويل إلى أن تبت المحكمة في الطعن المقدم من الحكومة وظلت المنح المقدمة من المعاهد الوطنية للصحة تجمد ثم يرفع عنها حظر التجميد مع توالي قرارات المحاكم.

ومرض الضمور البقعي يتسبب في نوع متقدم من فقد البصر وعادة ما يبدأ في سن الطفولة او الشباب اي من تتراوح اعمارهم بين 10 و20 عاما مع ضمور الشبكية.

ولا يوجد حاليا علاج لهذا المرض.

وقد أجريت التجربة أول ما أجريت على الفئران وكانت نتيجتها ناجحة 100 في المئة.

غير أنه لا يتوقع أن يسترجع الأشخاص موضوع التجربة بصرهم لأن الهدف منها هو التأكد من سلامة العلاج.

وإذا ما نجحت التجربة فقد تستخدم خلايا المنشأ لتجنيب مرضى من صغار السن خطر فقدان البصر.

وقد قدمت "أدفانسد سيل" طلبا لإجراء تجارب واسعة النطاق لعلاج الانحسار البقعي أو فقدان البصر ذي الصلة بالتقدم في السن والذي يعاني منه ما يربو عن ثلاثين مليون شخص في الولايات المتحدة

الأحد، 21 نوفمبر 2010

طبيب مصري يخترع قلباً بديلاً

القاهرة : ابتكر الدكتور المصري إيهاب داود استشاري القلب والباطنة جهازاً يحاكي عمل القلب الطبيعي، متفوقاً بذلك على الخيارات العلاجية المتاحة‏,‏ وهو ما يثبت أهمية ودور الابتكارات العلمية في مصر‏,‏ وإن كان يؤكد ضرورة مد يد العون لها‏.

وتعتمد فكرة الابتكار على إصلاح عيوب ضعف عضلة القلب ومعالجة كل أسباب هبوط القلب والاضطرابات النبضية المصاحبة‏,‏ حيث يتجاهلها ويستقبل إشارة إعطاء صدمة كهربائية للقلب ليعيد الضربات لطبيعتها ثم يقود عضلة القلب حسب الضربات الطبيعية بعد الصدمة‏,‏ وإذا لم تفلح الصدمة في إنهاء الضربات القاتلة يتولي الجهاز قيادة القلب بنبض مبرمج‏,‏ وبذلك يستهدف الجهاز الجديد المسمي "‏أي سي أي‏" مرضي تضخم وترهل عضلة القلب وأيضا حالات هبوط العضلة حتي لمن سبق أن استبدل صمامات القلب‏.‏

ومن جانبه، يؤكد داود أن الابتكار بديل فسيولوجي عن زراعة القلب‏,‏ وصمم ليحاكي القلب الطبيعي بالشكل والوظيفة ويتكون من طبقتين الأولى ملتصقة بنسيج القلب والثانية تنعكس من الطبقة الأولى وتواجه تجويف القلب‏.‏ أما عن نظام تشغيل الجهاز فهو إما هوائياً أو بالحركة الميكانيكية باستخدام بطارية لتحريك الألياف بين طبقتي الجهاز مثل آلة الأكورديون‏، طبقاً لما ورد بجريدة "الأهرام".

كما يوجد مجس حساس يعمل كمنظم للقلب وكجهاز صدمات كهربائية وباستخدام التكنولوجيا الحديثة يمكن تركيب بطارية متناهية الصغر تزرع بين الطبقتين وتشحن خارجيا بدون توصيل خارجي‏.‏

والجهاز الجديد يمثل إنجازاً مهماً في علاج حالات هبوط عضلة القلب نظراً لما تقدمه الحلول العلاجية المتوافرة حالياً من نسب نجاح ضئيلة مقارنة بمشاكلها كتلك المتعلقة بصعوبة الحصول علي قلب بشري بديل بجانب أهمية الوقت الحرج بين لحظة التبرع ونقل القلب وحفظه حتي وقت زرعه‏.‏

كذلك المشاكل المتعلقة بالمتلقي كعدم توافق حجم قلب المتبرع واحتمالية وجود أمراض كامنة غير مكتشفة يمكن انتقالها أو رفض العضو نتيجة الإصابة بتلف القلب في أوعيته الدموية أو قصور التغذية للدم‏.‏ كما يؤدي اللجوء إلى الأدوية والعقاقير ومثبطات المناعة عقب عملية الزرع الي الإصابة بالأمراض الخبيثة وفشل أعضاء الجسم‏.‏

وبالمقارنة بالأجهزة البديلة لعلاج هبوط عضلة القلب فتكمن مشكلتها في أنها أجهزة وقتية لا تزيد مدة استعمالها على ‏3‏ سنوات‏,‏ فضلاً عن تعرض مستخدمها للإصابة بالالتهابات والعدوي لوجود توصيلات وكابلات خارج الجسم‏.‏ وقد يتطلب الجهاز مساحة كبيرة لتركيبه داخل تجويف الصدر‏.‏

والابتكار الجديد يتجنب كل هذه المشكلات‏,‏ إلا أنه كحال غيره من المبتكرين يظل الدعم المادي والمعنوي هاجسا للاستمرار في المشروع‏,‏ حيث يشكو صاحب الابتكار نقص التمويل وعدم تبني أي مؤسسة طبية لمشروعه‏,‏ برغم تسجيلة على براءة الاختراع بمصر‏,‏ بجانب تسجليه لاختراعه في الاتحاد العالمي للاختراعات‏.‏

الأحد، 14 نوفمبر 2010

فيروس انفلونزا الخنازير نسخة لفيروس 1918


خلص بحث مؤخرا إلى أن فيروس انفلونزا الخنازير الذي أدى لأكبر وباء خلال أربعة عقود العام الماضي، يشبه إلى حد كبير فيروس وباء عام 1918. البحث المنشور في مجلة الطب الانتقالي هذا الأسبوع قال بأن الفئران الملقحة بلقاح مضاد لفيروس 1918 شفيت من فيروس 2009، والعكس.
من المعلوم أن فيروس الانفلونزا الموسمية يتغير كل سنة، ولقاح هذا العام قد لا ينفع في العام القادم، فكيف لفيروس أن يحافظ على هويته لمدة تقارب القرن من الزمن؟ وجد الباحثون أن البروتينات المشكلة لرأس الفيروس، والتي تحدد هويته، وهي التي تلتصق بها الخلايا الدفاعية في الجسم، تتشابه بنسبة 95%، في حين أن الاختلاف في الانفلونزا الموسمية قد يقارب 75%.

رحيل منفذ أول عملية نقل رأس في التاريخ

شهد حي بروكلين بمدينة نيويورك الأمريكية خلال اكتوبر 2010 رحيل الطبيب والعالم روبرت وايت Robert White، الذي عُرف حول العالم بتنفيذ العمليات الأكثر جرأة في التاريخ، وبينها عملية نقل رأس أحد القرود إلى جسم قرد آخر، ما دفعه للقول بأن ذلك أثبت مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وإن كان قد أدى إلى ثورة معارضة من جانب جمعيات الرفق بالحيوان.
وأجرى وايت أول عملية عندما كان يبلغ من العمر 15 عاماً، إذ قام بتشريح دماغ ضفدع خلال حصة العلوم في المدرسة التي كان يرتادها، ما فتح الباب أمامه للاهتمام بهذا الجانب، لينفذ خلال العقود الخمسة التالية آلاف العمليات المماثلة المتعلقة بالأعصاب والدماغ.
وقال وايت، في واحدة من آخر مقابلاته، وقد أجراها مع موقع شقيق لـ
CNN، إن تجربة نقل رأس القرد الذي أجراه في العقد السابع من القرن الماضي، كانت ناجحة بشكل كامل، حتى أن القرد استيقظ في وقت لاحق وقام بعض يد الطبيب.
وأضاف أنه قام خلال فترة حياته بكتابة عشرة آلاف مقال، والعمل كمستشار في شأن أخلاقيات الطب لدى أربعة ممن تولى منصب البابا في الفاتيكان، إلى جانب تطويره تقنيات تبريد النخاع الشوكي لتجنب تعرضه لضرر دائم عند الحوادث، وهي تقنيات دفع بعض علماء الأعصاب للدعوة إلى منحه لجائزة نوبل.
ويعتبر وايت أن الاكتشاف الأساسي له هو تأكيد مسؤولية الدماغ عن وعي المخلوقات، وذلك من خلال عملية نقل الرأس التي نفذها، والتي يفضل شخصياً أن يسميها عملية "زرع جسم."
ويرى وايت أن العملية كانت ناجحة، رغم أن القرد لم يعش لأكثر من يومين، ورغم أن اختبارات أخرى تمكنت من تمديد عمر القردة التي تخضع لهذه العملية، إلا أن المشكلة التي ظلت قائمة هي الشلل الذي يصيب أطراف الجسم المتلقي للرأس.

رابط لمقابلة أجرتها إحدى القنوات مع الدكتور
http://archives.arte.tv/hebdo/archimed/20000516/ftext/sujet6.html

الأربعاء، 4 فبراير 2009

تطوير عقارات جديدة لكبح النمو الرئيس ومسارات الأورام الخبيثة في السرطان


نجح باحثون من مركز أبحاث السرطان الشاملة في جامعة يتشيغن الأميركية في تطوير نموذج رياضي يساعد على فهم الآلية التي يتطور من خلالها مرض السرطان والطريقة التي يمكن أن يتم إيقافه بوساطتها أيضًا، وذلك عن طريق الاستعانة بمفاهيم ومبادئ علمي الرياضيات والفيزياء. وتنطوي بيولوجيا السرطان التقليدية على أخذ عينة من الخلايا والإبقاء عليهم في الوقت المناسب حتى تتاح الفرصة لوضعهم تحت مجهر الدراسة. بعدها سيقوم الباحثون بالنظر إلى هذه القطعة من الخلايا من أجل فهم هوية الإشارات والطرق التي تشترك في تلك العملية. وأضافت ميراجفر، حسب ما أورده موقع إيلاف، التي تشغل أيضًا منصب أستاذ الطب الداخلي بالمركز التابع لجامعة ميتشيغن: " تعد الخلية الحية عملية ديناميكية. ونحن نريد أن نأخذ بعين الاعتبار خصائص الفيزياء من أجل مساعدتنا على فهم تلك البيانات. ومن أجل تصنيع عقار موجه ضد جزء معين يعلق عليه الباحثون آمالاً عريضة لمعالجة مرض السرطان، كما أننا نريد أيضًا فهم الآلية التي يجلس من خلالها هذا الجزيء بداخل الخلية، والتفاعل مع باقي الجزيئات ".وقد تمكن الباحثون حتى الآن من تطوير نموذج رياضي متطور من أجل مساعدة الباحثين على تطبيق تلك المفاهيم على السرطان. وقد تم تصميم النموذج الرياضي من أجل المساعدة في إعطاء الباحثين صورة كاملة عن الطريقة التي تتفاعل من خلالها الخلايا مع البيئة المحيطة بها. وبفهم التعقيد التام للمسارات ذات الدلالة، يمكن للباحثين استهداف الطرق العلاجية بشكل أفضل بالإضافة لتحديد أفضل وأحدث الطرق العلاجية وأكثر مفعولا ً.وكشف النموذج الجديد عن أن أحد المسارات ذات الدلالة الشهيرة والرئيسية تنقل المعلومات بصورة طبيعية ليس فقط في اتجاه أمامي، لكن إلى الخلف أيضا ً. ويتضمن ذلك اعتبارات جديدة خاصة بتطوير العقارات لكبح النمو الرئيس ومسارات الأورام الخبيثة في السرطان. وقد غاب هذا الحديث المتبادل بوساطة طرق تقليدية. وعلى غرار ذلك، عندما يبدأ الباحثون في النظر إلي أحد الخلايا، يجب أن يطرحوا افتراضات لتبسيط صورة ما يحدث في الخلايا. وأوضحت ميراجفر:" عندما تطرح افتراضات مبسطة، فإنك عرضة دائما لخطر القضاء على الجوانب الحاسمة لنظامك، لكنك لا تمتلك أي طريقة لمعرفة ما تم نبذه لأنك لم تنظر مطلقًا للقضية المعقدة".هذا ويسمح النموذج من الناحية الرياضية أو الحسابية للباحثين بالنظر إلى القضية المعقدة بطريقة أكثر شمولاً. وأشارت ميراجفر في ساق حديثها:" تعد طريقة فهم الآلية التي يمكن خلالها تطبيق قوانين الطبيعة أو الفيزياء على الأنظمة البيولوجية جبهة بحثية جديدة ".

السبت، 5 يوليو 2008

سرطان الجلد: خلايا مستنسخة 'تنجح في الشفاء بشكل تام'


12:50 21.06.2008
لندن : (بي بي سي ) المغربية
قال علماء إنهم تمكنوا من شفاء ورم سرطاني جلدي في مرحلة متقدمة، وذلك باستخدام خلايا مأخوذة من نفس المريض واستنساخها خارج جسمه قبل أن يعاد حقنه بها من جديد.
وأكد العلماء أن المريض ، والبالغ من العمر 52 عاما، شفي تماما من المرض وذلك بعد عامين من بداية تلقيه العلاج. وقال الباحثون، الذين نشروا في مجلة "نيو إنجلاند جورنال الطبية" النتائج التي أفضت إليها طريقة العلاج الجديدة، إنهم أخذوا بعض الخلايا المناعية التي تهاجم ورم السرطان واستنسخوا منها خمسة مليارات خلية قبل أن يعيدوا حقنها في الجسم ثانية. مدى النجاح إلا أن علماء بريطانيين حذروا من أنه لا بد من عمل المزيد من المحاولات لإثبات إلى أي مدى نجحت عملية العلاج الجديدة. يُذكر أن نظام مناعة الجسد يلعب دورا أساسيا في المعركة ضد مرض السرطان، وأن الأطباء دأبوا على البحث لإيجاد طرق لتعزيز استجابة الجسم لعمليات مواجهة الخلايا السرطانية. ويقول الخبراء والمختصون إن "الاختراق" الطبي الجديد يعد بمثابة خطوة واعدة لمكافحة مرض السرطان، إذ أن العلاج المطبق على المريض المذكور قد نجح تماما رغم أن الرجل كان يعاني من نوع متقدم من سرطان الجلد وكان قد انتقل إلى غدده اللمفاوية وإحدى رئتيه. خلايا الدم البيضاء. وقال العلماء العاملون في مركز فريد هاتشينسون لبحوث السرطان في سياتل إنهم ركزوا على نوع من خلايا الدم البيضاء تسمى "خلايا CD4+ T" التي اختاروها من عينات من خلايا دم المريض نفسه، ومن ثم جرى إعدادها لتتمكن من مهاجمة مادة كيماوية موجودة على سطح خلايا الورم القتاميني لدى المريض. وقام العلماء بعد ذلك بمضاعفة الخلايا في المختبر لتصل إلى مليارات الخلايا وليروا إن كان يمكن أن ترقى إلى القدرة بمهاجمة منطقة الورم بفعالية. وقد أظهرت النتائج بعد شهرين أن منطقة الورم قد اختفت وتلاشت تماما، وبعد سنتين ظل الرجل خال من أي خلايا سرطانية في جسمه.

الخميس، 3 يوليو 2008

دراسة تكشف عن كيفية مقاومة البروكلي للسرطان


10:05 03.07.2008
لندن (و م ع) المغربية
اعتبر باحثون بريطانيون أن تناول مزيد من البروكلي (نبات شبيه بالقنبيط) مرة كل أسبوع قد يحمي الرجال من سرطان البروستات.
وقال ريتشارد ميثن العالم البيولوجي في معهد ابحاث الغذاء البريطاني أن الباحثين يعتقدون أن مادة كيميائية في الغذاء تحدث مئات التغيرات الجينية وتنشط بعض الجينات التي تقاوم السرطان وتعطل أخرى تغذي الأورام. واضاف أن هناك العديد من الأدلة التي تربط النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات بتقليص خطر السرطان.غير أن الدراسة التي نشرت في مجلة المكتبة العامة للعلوم (بلوس ون) هي أول تجربة على الإنسان للتحقق من الآلية البيولوجية المحتملة لدى عملها.ويقول ميثن الذي قاد الدراسة"كل شخص يقول لك كل خضرواتك , لكن لا أحد يستطيع ان يقول لنا لماذا, دراستنا تكشف لماذا الخضراوات مفيدة".وسرطان البروستات هو ثاني نوع سرطان قاتل للرجال بعد سرطان الرئة,حيث يصاب كل عام نحو680 الف رجل في شتى انحاء العالم بسرطان البروستاتا ,من ضمنهم نحو220 الف رجل سيموتون بسببه.وقسم ميثن وفريقه الى مجموعتين24 رجلا لديهم آفات ما قبل السرطان التي تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا وقدموا لهم أربعة أطباق اضافية من البروكلي او البازيلاء مرة كل أسبوع لمدة عام.وأخذ الباحثون أيضا عينة من النسيج على مدار فترة الدراسة ووجدوا ان الرجال الذين أكلوا البروكلي ظهرت لديهم مئات التغيرات الجينية المعروفة بأنها تلعب دورا في مقاومة السرطان.واضافوا أن الفائدة ستكون في الأغلب مماثلة في باقي الخضراوات من نفس الفصيلة التي تحتوي على مركب يطلق عليه "ايزوثيوسيانيت" ومن بينها براعم بروكسل والقنبيط والكرنب والجرجير والكراث والفجل.ويقول ميثن أن الكراث على أي حال به نوع قوي خاص من مركب يطلق عليه "سولفورافان" والذي يعتقد الباحثون انه يعطي الخضراوات الخضراء حيوية أكثر لمقاومة السرطان.وأضاف ""عندما يصاب الأشخاص بالسرطان فإن بعض الجينات تتوقف عن العمل والبعض الآخر يعمل, ويبدو أن ما يفعله البروكلي هو تشغيل الجينات التي تمنع تطور السرطان وتوقف جينات أخرى تساعد على انتشاره"".ويقول ميثن أن آكلي البروكلي ظهر عليهم نحو400 الى500 من التغيرات الجينية الإيجابية ,بينما كان رجال يحملون جين يطلق عليه "جي.اس.تي.ام.1 "هم الأكثر استفادة, ونحو نصف عدد السكان لديهم هذا الجين.ولم يتعقب الباحثون الرجال فترة طويلة كافية لاكتشاف من أصيب بالسرطان ولكنهم اعتبروا أن نتائج الدراسة تدعم فكرة أن مزيدا من الخضراوات أسبوعيا يمكن أن يترك وقعا إيجابيا على درب التحسن.ورجح ميثن أن تكون هذه الخضروات تعمل بنفس الطريقة مع باقي أجزاء الجسم,وربما تحمي الناس من مجموعة كاملة من السرطانات.

الثلاثاء، 1 يوليو 2008

علاج الكوليستيرول

هل أنا بحاجة إلى عقاقير مخفضة للكوليسترول؟
ضرورة العمل على خفضه بتغيير النظام الغذائي وإجراء التمارين الرياضية
كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية): سيليستي روب - نيكولسون* > أنا امرأة في الثالثة والخمسين من العمر، وعلى وشك التقرير بتناول العقاقير لتخفيض الكوليسترول في الدم. وكان والدي قد اجرى ثلاث عمليات جراحية للقلب المفتوح (لفتح مجازة) خلال حياته. ونسبة الكوليسترول عندي عالية (256)، لكن الكوليسترول الجيد عندي مرتفع (62) ايضا، والكوليسترول السيىء الخفيف الكثافة هو 161. اما الشحوم الثلاثية فهي طبيعية، فهل يتوجب علي تناول الادوية؟
ـ بمقدوري ان اتفهم حيرتك حول الحاجة الى التصدي للكوليسترول. فمن جهة فإن الكوليسترول الاجمالي والبروتين الشحمي المنخفض الكثافة LDL او الكوليسترول السيىء مرتفعان، كما ان لك تاريخا عائليا مهما في الامراض القلبية والشريانية. لكن من الناحية الثانية فإن البروتين الشحمي العالي الكثافة HDL، او الكوليسترول الجيد هو في مستوى جيد ايضا. والنسب المثالية بالنسبة الى المرأة المتعافية الصحة هي التالية: الكوليسترول الاجمالي 200 مليغرام في الديسيليتر الواحد. والكوليسترول الجيد العالي الكثافة فوق 50 ملغم/دل. والكوليسترول السيىء المنخفض الكثافة اقل من 100 ملغم/دل. والشحوم الثلاثية اقل من 150 ملغم/دل. وعلينا ان نصل الى هذه الارقام عن طريق الحمية الغذائية والتمارين الرياضية اولا. من هنا فان توصيات الطبيب حول الادوية المخفضة للكوليسترول تتوقف على مستوى الكوليسترول السيىء والعوامل الاخرى التي تسبب النوبات القلبية خلال العشر سنوات المقبلة.
وثمة أداتان قد تساعدانك على تقدير المخاطر، احداهما «حاسب فرامنغهام للمخاطر» Framingham risk calculator الذي يأخذ في الحسبان العمر ومعدل الكوليسترول الاجمالي والكوليسترول الجيد والتدخين وضغط الدم. اما الثاني فهو «مسجل رينولدز للمخاطر» Reynolds Risk Score calculator الذي يأخذ مثل هذه العوامل في الحسبان ايضا، فضلا عن تاريخ النوبات القلبية في الوالدين ونسبة «بروتين سي التفاعلي» hs-CRP العالي الحساسية. وارتفاع معدلات hs-CRP تكون مقرونة عادة بالمخاطر العالية للاصابة بالامراض القلبية. واستنادا الى «حاسب فرامنغهام للمخاطر»، مع الافتراض انك لا تدخنين او لا تعانين من ضغط دم عال لم تجر معالجته، فإن احتمالات اصابتك بنوبة قلبية خلال العشر سنوات المقبلة منخفضة جدا. نحو 1 في المئة. ومع ذلك فان اي شخص بهذه النسبة من المخاطر الذي يملك معدلات كوليسترول سيىء تبلغ 160 ملغ/دل، او اعلى عليه ان يحاول تخفيض ذلك الى اقل من 130 ملغ/دل عن طريق النظام الغذائي والتمارين الرياضية. وإن لم ينفع ذلك فقد يرغب طبيبك اضافة عقاقير مخفضة للكوليسترول.
وحتى لو قررت تناول الادوية المخفضة للكوليسترول، فأنت لا تزالين بحاجة لان تحدثي بعض التغييرات في حياتك لتخفيض مخاطر الامراض القلبية والشريانية نظرا الى ان هذه الخطورة تزداد مع العمر، ففي سن الثالثة والخمسين يمكنك التدبير في «البقاء على الحافة»، لكن مثل هذا التدبير من الصعب المحافظة عليه في الوقت الذي تصلين فيه الى سن الخامسة والستين او السبعين.
* طبيبة رئيسة تحرير «هارفارد ومينز هيلث واتش»، خدمة هارفارد الطبية – الحقوق: 2005 بريزيدانت آند فيلوز – كلية هارفارد

علاج التسمم بالسيانيد

ترياق جديد سريع المفعول لمعالجة حالات التسمم بالسيانيد
يتم تناوله عبر الفم لأغراض العلاج والوقاية
الرياض: «الشرق الأوسط» أعلنت مجموعة من الباحثين الأميركيين، قطعها شوطاً كبيراً من مشروع إنتاج ترياق Antidote أو ما يُعرف بعقار مضاد، يعمل بسرعة عالية للحد من تأثر الجسم بمادة السيانيد Cyanide. ويعلق السيانيد في الأذهان بمحاولات انتحار بعض المشاهير فقط، مثل أدولف هتلر والمارشال رومل والرئيسة الأرجنتينية السابقة إيفا بيرون، إلا أنها مادة موجود في الطبيعة وتنتجها الكثير من النباتات، ويستخدم الأطباء بعض الأدوية المحتوية عليها. لذا ليس كل المواد المحتوية على السيانيد لها مفعول سام في الجسم. وثمة حاجة طبية لاكتشاف ترياق يتغلب على التأثير السميّ القوي لبعض مواد السيانيد. وتمت الأبحاث الأميركية، المدعومة بشكل قوي من قبل المؤسسة العامة للصحة بالولايات المتحدة، نظراً لاحتمالات تسمم البعض في مناطق شتى من العالم نتيجة لانبعاث مادة السيانيد في الحرائق أو المصانع أو المناجم أو غيرها. وبالرغم من أن لدى الجسم أنظمة من التفاعلات الكيميائية القادرة على التغلب على تلك الكميات القليلة التي يُمكن أن تدخل الجسم من آن لآخر، إلا أن الهيئات الطبية العالمية لا تزال غير متفقة على أفضل وسيلة لعلاج حالات التسمم بالسيانيد، ولذا تُستخدم أنظمة علاجية مختلفة في تلك الحالات. وما هو متوفر منها محدود الفاعلية، بسبب جوانب تتعلق بقوة مفعول تلك الأدوية وحصر جدواها بالاستخدام ضمن فترات قصيرة من التعرض لتلك المادة السامة.
* خطوة متقدمة ووفق نتائج ما تم نشره في عدد 27 ديسمبر من مجلة الكيمياء الطبية الصادرة في الولايات المتحدة، تمكن الباحثون من مركز جامعة ميناسوتا لتصميم الأدوية، من النجاح في اختبارات تقييم فاعلية الترياق الجديد على الحيوانات. وهو ما يُعد خطوة متقدمة جداً للبدء، خلال السنوات الثلاث المقبلة، من إتمام تجارب تقييم فاعليته وأمانه حال استخدام البشر له.
وفي ما يُعتبر اكتشاف «وسيلة إنقاذ للحياة»، قال الدكتور ستيفن باترسون، الباحث الرئيس في دراسة جامعة ميناسوتا، إن أنواع الترياق المتوفرة حالياً تعمل ببطء شديد، في مقاومة التأثيرات السميّة للسيانيد. كما أنها غير فاعلة مطلقاً لو تم أخذها في وقت متأخر من الإصابة بالتسمم. واعترف الباحثون أن جهودهم كانت تكملة لاكتشافات سابقة للبروفسور المتقاعد، هيربيرت ناغاساوا. إلا أنهم تمكنوا من تطوير عمله نحو اكتشاف الترياق الذي يعمل بفاعلية في غضون ثلاث دقائق، والذي يُمكن إعطاؤه للمصابين ضمن فسحة زمنية علاجية أرحب من تلك التي تتم المعالجة بها حالياً.
وذكر الباحثون ميزة أخرى للترياق الجديد، هي أنه يُمكن تناوله عبر الفم، بخلاف تلك العلاجات المستخدمة حالياً التي تتطلب إعطاءها للمرضى عبر الوريد. كما ذكروا أن الترياق يُمكن أخذه قبل ساعة من احتمال التعرض لحالات تسمم بالسيانيد، وهو ما قد يُفيد رجال الإطفاء حال مباشرتهم إخماد الحرائق في أماكن من المحتمل بشكل عال تعرضهم للسيانيد عند الدخول إليها.
* مركبات سمّ السيانيد ولا تُوجد مادة واحدة تُسمى السيانيد، بل هناك مجموعة واسعة من المواد الكيميائية التي يُطلق لفظ السيانيد عليها، طالما احتوى تركيبها على مركب مجموعة سيانو Cyano Group. ومركب مجموعة سيانو يتشكل من ارتباط ذرة كربون مع ذرة نيتروجين عبر ثلاث روابط كيميائية في ما بين هاتين الذرتين، أي مجموعة كربون ونتروجين CN Group. ولذا قد تُوجد مادة السيانيد في سوائل أو غازات أو مواد جامدة.
وليس كل مركب كيميائي يحتوي على مجموعة سيانو هو بالضرورة مادة سيانيدية سامة، بل هناك أنواع معينة منها سامة وأخرى غير سامة مطلقاً. ومن أشدها سميّة مركبات هيدروجين السيانيد Hydrogen Cyanide، والأملاح المشتقة منه، كبوتاسيم السيانيد وصوديوم السيانيد وغيرهما. والفارق بين ما هو سام وما هو غير سام القدرة على إخراج مركب مجموعة سيانو بشكل حر من تلك المادة المحتوية عليه. وتظهر بعض هذه المواد، المحتوية على مركب السيانيد، في الطبيعة من مصادر شتى، كالبكتيريا والفطريات. كما أن بعض المنتجات النباتية قد تحتوي على كميات ضئيلة جداً من السيانيد، مثل بذور التفاح أو اللوز. كما توجد ضمن مركبات دوائية عدة، منها ما لا يُشكل أي خطورة على الجسم، كتلك الموجودة في عقار سيميتدين Cimetidine، أو ما يُعرف بتاغاميت، المستخدم في علاج قرحة المعدة، أو الموجودة في عقار فيراباميل Verapamil، المستخدم في خفض ضغط الدم، أو الموجودة في مركب نايروبريسايد Nitroprusside للخفض السريع لضغط الدم.
إلا أن وجود هذه المادة في بعض منتجات البلاستيك أو غيرها من المواد الصناعية، قد يكون مصدراً للتسمم بالسيانيد حال نشوء الحرائق وتصاعد أنواع مختلفة من المركبات الكيميائية الضارة منها.


تأثيرات سموم السيانيد على الجسم وطرق معالجتها

الطريق الشائع لدخول السيانيد إلى الجسم هو إما عبر استنشاق غاز هيدروجين السيانيد، أو ابتلاع أملاحه. وهو ما قد يحصل في استنشاق دخان الحرائق المنزلية أو في المصانع، أو ابتلاعها في محاولات الانتحار. وتحصل بالتالي حالات التسمم به، إما بشكل حاد وسريع أو بصفة بطيئة مزمنة. ويعمل السيانيد، حال دخوله الجسم بشكل سريع، على ظهور أعراض التسمم بالسيانيد، والتي تشمل الصداع والدوخة وعدم التوازن في الحركة وضعف نبض القلب وظهور اضطرابات في إيقاع نبض القلب والقيء والتشنج والدخول في غيبوبة والوصول إلى مشارف الموت، ربما خلال دقائق.
أما التعرض المزمن لكميات ضئيلة ومتواصلة من السيانيد، فقد يُؤدي إلى رفع نسبة السيانيد في الجسم، ما ينتج عنه ضعف متواصل في عضلات الجسم والجهاز العصبي.
والآلية خلف هذا كله هو تسبب السيانيد في وقف عمل أنزيمات مهمة لعملية تنفس الخلية الحية واستخدامها للأوكسجين، واتحاده مع عنصر الحديد الموجود في مركبات الهيموغلوبين لخلايا الدم الحمراء. وبالتالي لا تستطيع خلايا الجسم إنتاج مركبات الطاقة اللازمة لحياة ولعمل أعضاء مهمة في الجسم، مثل القلب والدماغ.
ويستطيع الجسم بسهولة التخلص Detoxify من الكميات الضئيلة لمركبات السيانيد التي يتناولها الإنسان ضمن المنتجات الغذائية الطبيعية. أما عند حصول حالات التسمم، فثمة عدة أنظمة علاجية مستخدمة للتغلب على التأثيرات السمية لها. وتشمل إعطاء المُصاب جرعة قليلة من مادة «أمايل نايترايت» لاستنشاقها، ثم حقنه في الوريد بمادة نترات الصوديوم وحقنه أيضاً في الوريد بعد ذلك بمادة ثيوسلفيت الصوديوم. والفكرة هي محاولة تخليص المركبات المهمة في الخلايا وخلايا الدم الحمراء من التصاق السيانيد بها. وهذه الطريقة، المعتمدة في الولايات المتحدة، ليست هي الوحيدة، بل ثمة طرق علاجية أخرى مستخدمة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا. ولذا فإن المحاولات العلمية مستمرة لإيجاد طريقة أفضل وأقوى وأسرع لعلاج حالات التسمم بالسيانيد.

محاولات علمية لفهم آلية الشعور بالبرد

اختلاف طبيعي بين الناس في درجة حرارة الجسم
كشفت مجموعة من الباحثين الأميركيين النقاب عن آلية إحساس الأعصاب بالبرودة لدى لمس أحدنا قطعة من الثلج، أو تعرضه لنسيم منعش من الهواء البارد. وقال الباحثون إن إدراك الأعصاب لتعرض الجسم للبرودة، يعتمد على مدى وجود وتفاعل بروتينات معينة في جدران الخلايا العصبية.
وكلما حلت موجة من البرد أو الصقيع، استنفر الكثيرون طاقتهم لمقاومة الشعور بالبرد ولتجنب أي من تأثيراته الصحية الضارة، إما بالتنقل في الأسواق بحثاً عن ملابس صوفية ومدفأة منزلية، أو بالانشغال في إخراج الملابس الشتوية القديمة من مخازنها وسد أي منافذ في الشبابيك أو غيرها قد يدخل البرد منها إلى داخل حجرات البيت. لكن الواقع أن ثمة عدة عناصر تربط فيما بين الصحة والبرد، ولذا تكتسب الدراسات العلمية حول فهم آلية الشعور بالبرودة، أهمية من جوانب عدة. الأول يتعلق بتلك الأنظمة المعقدة من التوازن بين شعور جلد الإنسان بالبرودة أو بالحرارة، وتأثير كل منهما على المركز الدماغي لتنظيم حرارة الجسم كله، وتبعات ذلك على أداء الأعضاء المختلفة لوظائفها وجريان العمليات الكيميائية الحيوية في الجسم. اما الجانب الثاني فهو مرتبط بأن البرودة أحد الأحاسيس التي يُمكن تحمل إجراء اختبارات علمية عليها، بخلاف الحرارة أو الألم، ما يُمكن الاستفادة منه في تلك الأبحاث التي تُحاول توسيع فهمنا لآلية إحساس الأعصاب الطرفية بعوامل أخرى، كالألم والتعب واللذة والحكة وغيرها، كي يُمكن التوصل إلى وسيلة فاعلة في التعامل مع ما يُضايق الإنسان منها. والجانب الثالث يتمثل في آليات نشوء القشعريرة والشعور بالبرودة حال ارتفاع حرارة الجسم، أو الحمى، وتفاعلات جهاز مناعة الجسم ومقاومة الميكروبات لتأثيراتها. والرابع، حول الاضطرابات التي تطال قدرات المرء على الإحساس بالبرودة، سواءً نتيجة لأمراض معينة أو تناول بعض الأدوية، وتبعات ذلك من النواحي الصحية. وإن كان الباحثون الطبيون منشغلون بهذه الجوانب الحساسة، فإن البعض لا يزال منشغلاً في فهم تحلي البعض بصفة «برودة الأعصاب» إما في مواجهة مواقف حياتية تبعث على التوتر أو أي تغيرات مناخية، دون إبداء علامات على التضايق من أي منها، في حين أن الغالبية تستمتع بامتلاكها «مزاجاً حاراً» لا يتحمل أي تغيرات مناخية، ولا يتعامل بحكمة الهدوء مع تقلبات تصرفات منْ حوله.
* رسائل البرودة وثمة في الجسم منظومة واسعة الانتشار من الخلايا العصبية neurons المتخصصة في استقبال الإحساس sensory receptor. ومن ضمنها مجموعة من الخلايا العصبية المعنية بالإحساس الحراري thermoreceptor . وخلايا الإحساس الحراري نوعان، نوع متخصص في الإحساس بارتفاع الحرارة والدفء، ونوع متخصص في الإحساس بالبرودة cold-sensing. وبشكل عام، ترصد «خلايا الإحساس الحراري» تعرضها لأي تغيرات في درجات الحرارة، لتنقلها كإشارات أو رسائل إلى مناطق معنية في الدماغ. لكن يظل إحساسنا بالبرودة أسرع من إحساسنا بالحرارة، ولذلك أسباب، أهمها أن ثمة نوعين من الموصلات العصبية لنقل رسائل «مقدار درجة الحرارة» التي نتعرض لها. الأول نوع من الموصلات العصبية أو «الأسلاك» غير المغلفة بمادة مايلين unmyelinated وتستخدمه الخلايا العصبية المتخصصة في رصد الدفء والحرارة العالية. والثاني نوع من الموصلات العصبية المغلفة بمادة مايلين myelinated، والتي تُستخدم من قبل خلايا الإحساس بالبرودة، لتخبر الدماغ بأن الجلد يتعرض إما لبرودة خفيفة لذيذة أو برودة شديدة مؤلمة. ولذا يختلف تأثر الدماغ باستخدام نوعين مختلفين من «الأسلاك» العصبية لتوصيل الرسائل الحرارية إليه. ذلك أن الألياف العصبية المغلفة بمادة مايلين، أو ما تُسمى «ايه.. أكسون»، سريعة جداً في توصيل رسالة «البرودة»، بينما الأسلاك العصبية غير المغلفة بمادة مايلين، أو ما تُسمى سي فايبر C-fibres ، بطيئة جداً في توصيل رسالة «الحرارة». واختلاف آلية التوصيل قد يُبرر الشعور السريع بالبرودة، إلا أن هذا ليس المهم في الأمر، بل هو في حاجة «مركز تنظيم حرارة الجسم»، الموجود في الدماغ، إلى التنبه السريع بتعرض أجسامنا للبرودة أكثر من حاجته إلى التنبه إلى ارتفاع درجة حرارة فيما حولنا وفي مناطق معينة من الجسم. والخلايا العصبية المتخصصة في الإحساس بالبرودة موجودة في مناطق مختلفة من الجسم. مثل الجلد cutaneous receptors والفم وقرنية العين cornea ومثانة البول وأجزاء من الجهاز التناسلي للمرأة. وحينما تصل رسائل البرودة من الجلد إلى الدماغ، فإن منطقة ما تحت المهاد hypothalamus تتفاعل لتنظيم حرارة الجسم كله thermoregulation. وحينما تتبخر مياه الدموع lacrimal fluid على سطح القرنية، ويبدأ تكون حالة من الجفاف فيها، فإن خلايا الإحساس الحراري في القرنية ترسل رسائل إلى الدماغ بأن ثمة برودة وجفافاً حولها، ما يُثير بدورة تنشيط عملية إغلاق الجفن reflex blink، أو ما يُسمى رف أو رمش العين، كي يتم من خلال ذلك ترطيب القرنية وتغليفها بكمية من مياه الدمع. كما قد تُضيف خلايا الإحساس بالبرودة، الموجودة في الفم، إما طعماً ألذ، أو طعماً غير مستساغ، لما يضعه المرء في فمه من المأكولات أو المشروبات. ويبدو أن الأمر في جانب منه مرتبط بالتعود، ولذا نرى البعض يُفضل تناول أنواع من المشروبات حينما تكون باردة، ولا يستسيغها البتة حال دفئها، بينما البعض الآخر لا يتقبل تناول اللحوم المطبوخة أو غيرها إلا حينما تُقدم إليه ساخنة.
* أعصاب باردة وأشار الباحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا إلى أن غالبية هذه الخلايا العصبية تحس بالبرودة من خلال نشوء نشاط في أحد أنواع البروتينات الموجودة على جدرانها. وتحديداً قالوا إن بروتينات تي آر بي إم -8 TRPM8 الموجودة على جدران الخلايا العصبية، هي المعنية بإتمام عملية الإحساس برمتها.
ووفق ما تم نشره في 15 ديسمبر من مجلة علوم الأعصاب Journal of Neuroscience، قال الدكتور ديفيد ماك كيمي وزملاؤه الباحثون من جامعة جنوب كاليفورنيا إن أكثر من 75% من الأعصاب المعنية بالإحساس بالبرودة تسـتـخـدم نظام بروتينات تي آر بي إم -8 في التعرف على مدى واسع من درجات الإحساس بالبرودة. لكن هذا النظام البروتيني أكثر استخداماً حال شعور الخلايا العصبية بدرجات غير مؤلمة من البرودة، لأن هناك أنظمة أخرى تُستخدم بشكل رئيسي حال تعرض الجلد مثلاً للحروق الناجمة عن الصقيع. ومعلوم أن ثمة ما يُطلق عليه طبياً حروق عضة الصقيع frostbite burn of، وهي التي تنجم عن تعرض الجلد في الأطراف أو غيرها من مناطق الجسم لدرجات متدنية من البرودة ولمدة زمنية كافية كي تُحدث خلخلة في التراكيب الطبيعية لمكونات أنسجة الجلد. وبالتالي تبدو على الجلد قروح وجروح أشبه بتلك التي تحصل عند الحروق.
ومنذ فترة قريبة، بدأ الاهتمام العلمي بنوعية من المستقبلات البروتينية ذات القدرة والجهد المؤقت. وهي تراكيب بروتينية موجودة على جدران أنواع من خلايا الإحساس العصبي، تعمل كبوابات تتفاعل مع مثيرات خارجية ما، كي تنقل رسالة هذه المثيرات إلى داخل الخلية. والأمر ليس معقداً جداً للاستيعاب لو تخيلنا أن الخلية عبارة عن بيت متكامل التجهيز وتحيط به الجدران من كل جانب. وهذا البيت يصل إليه نوعان من الأشياء، الأول هو المواد الغذائية التموينية، التي تدخل إليه كاملة عبر أبواب معينة فيه. كما تصل إليه رسائل ومكالمات هاتفية تطلب ممن فيه أن يقوموا بوظائف معينة أو أن يُبلغوا رسائل إلى منْ هم يتواصلون معهم. وحينما تكون ثمة خلية عصبية مهمتها استشعار ما يجري حولها من تغيرات حرارية، أي إما برودة أو دفئا، فإن البرودة تطرق أبواباً معينة على جدران الخلية كي تقول لها: «أنا برودة حولك، أُشعري بي». وما يُحير العلماء هو كيف يقول البرد تلك العبارة للخلية؟ وهذا ما يُحاول الباحثون الأمـيـركـيون توضيحه. وقالوا إن هناك بروتينات من نوع إم-8 M8 المنتمية لفصيلة ميلاستين melastatin، من عائلة مستقبلات TRP والموجودة كمستقبلات لأي رسائل على جدران الخلية. وهذه المستقبلات تتفاعل مع البرودة عبر فتح قنوات channel تدخل من خلالها جزيئات عنصر الكالسيوم بكميات تتناسب عكسياً مع مقدار الحرارة الخارجية. أي دخول كميات عالية من الكالسيوم عند وجود برودة. وحال حصول هذا الأمر تدرك الخلية العصبية وجود برودة، وتعمل على كتابة رسالة إلى الدماغ، كي تقول له «حولي برودة»، وتنتقل الرسالة عبر أسلاك توصيل عالية السرعة في نقل الرسالة.
وكان ملحق الصحة بـ «الشرق الأوسط»، بتاريخ 1 نوفمبر 2007، قد عرض جانباً آخر من عمل فصيلة في V لعائلة مستقبلات TRP، وتحديداً مستقبلات TRPV1 عند الحديث عن شعورنا بحرارة الفلفل الحار واستخدامات تأثير مادة كابسياسين، المسؤولة عن حرارة الفلفل، على ألم الجروح.
* تنظيم حرارة الجسم وبعيداً عن الخوض في تنوع السلوكيات التي يُمكن القيام بها للتأقلم مع الحرارة أو البرودة، مثل البحث عن الدفء أو البرودة في الملابس أو المأكولات أو مكان السكن أو غيرها، فإن الجلد أحد أهم ما يُستخدم في ضبط حرارة الجسم، عبر اختلاف تفاعل الجلد مع الأجواء الباردة أو الحارة. والآليات الأولية لتخليص الجسم من ارتفاع الحرارة هي زيادة إفراز العرق على الجلد من خلال الغدد العرقية، ما يُؤدي حال تبخر ماء العرق إلى ظهور حالة من البرودة على الجلد. كما يحصل توسع في الأوعية الدموية للجلد، ما يُسهم في تسريب الحرارة الداخلية للجسم إلى الهواء الخارجي. وحال البرودة يقل إفراز العرق وتنقبض تلك الأوعية الدموية في مناطق الجلد، للحفاظ على أكبر قدر ممكن للحرارة في الجسم.
لكن الطريف في الأمر هو استخدام الجسم للشعر في هذه الحالات، ذلك أن ثمة كميات من الهواء في ما بين الشعر، ذات درجة حرارة أعلى من الجسم. ولذا يجب التخلص منها حال ارتفاع الحرارة ويجب الإبقاء عليها حال انخفاض حرارة الجسم. ومن المعلوم أن هناك عضلة صغيرة جداً تسند قوام الشعرة. وحال ارتفاع الحرارة ورغبة الجسم في التخلص من تلك الكميات من الهواء ترتخي تلك العضلات الصغيرة، ما يُرخي الشعر ويزيد من فرص تخلص جلد الجسم من الحرارة إلى الهواء الخارجي. في حين أن البرودة تعمل على انقباض تلك العضلات الصغيرة، ما يجعل الشعرة منتصبة كي تحجز الهواء فيما بين الشعر ولا يسهل آنذاك تسرب حرارة الجلد إلى الهواء الخارجي.
وفي مرحلة متقدمة من استخدام الجسم لعضلات الجلد والشعر عند البرودة، تنشأ حالة الارتعاش shivering، أو القشعريرة. وهي عبارة عن انقباضات متتالية لتلك العضلات، ينتج عنها طاقة حرارية، تعمل على تدفئة الجسم! والواقع أن شأن التعامل مع حرارة أو برودة البيئة التي يعيش المخلوق فيها أبعد من ذلك، لأن آليات التعامل مع هذه الظروف هي ما تبرر لنا تجمع كميات الشحوم في سنام الجمل الذي يعيش في المناطق الحارة، وانتشارها في جسم الدب الذي يعيش في صقيع القطب الشمالي. وفي ما بين هذا وذاك، نُدرك لم لا يتعايش بارتياح مع الأجواء الحارة، منْ لديهم زيادة في كميات الشحوم في مناطق متعددة من الجسم.
ولملحق الصحة بـ «الشرق الأوسط» عودة إلى الحديث عن تأثيرات انخفاض حرارة الجسم ووسائل التعامل معها بالغذاء وغيره.

أنيميا البحر الأبيض المتوسط.. ودور الوراثة في ظهورها

فقر دم ينجم عن عدم قدرة الجسم على إنتاج هيموغلوبين طبيعي
الرياض: د. عبير مبارك لعبت الوراثة، وربما البيئة أيضاً، دوراً مهماً في ظهور حالات مرض «ثالاسيميا». وأصل تسمية هذا المرض جاءت من لغة اليونانيين، حيث يُطلقون كلمة «ثالاسا» Thalassa على «البحر». وكلمة «هيميا» Haema على الدم. وبالتالي لم يجد المُعرفون الطبيون بالأمراض، أفضل من اسم «ثالاسيميا» Thalassaemia لمرض الدم الوراثي المنتشر بين أفراد شعوب مناطق البحر الأبيض المتوسط، وبنسبة هي الأعلى بين سكان اليونان وجزرها.
ولأن «فقر الدم» هو أهم أعراض هذا المرض الذي يطال بالضرر إنتاج نوعية سليمة من مركب الهيموغلوبين Haemoglobin، فإن لفظ «أنيميا»، أو فقر الدم، يُكمل التسمية للمرض. «أنيميا البحر الأبيض المتوسط»، أو «ثالاسيميا»، من الأمراض الشائعة ليس فقط في كافة الدول المُطلة على البحر الأبيض المتوسط، بل في مناطق واسعة من غربي آسيا وجنوبيها. وكذلك في بعض مناطق أفريقيا. ومن هذه المناطق انتشر مع هجرات الشعوب، إلى مناطق واسعة من العالم.
والمرض غير مُعد، ولا ينتقل من المُصاب إلى السليم عبر نقل الدم، بل هو مرض جيني ينتقل بالوراثة نتيجة للزواج، إما من الأم الحاملة للمرض أو من الأب الحامل له.
* فهم حقيقة المرض
* وبالرغم من شيوع الإصابات بهذا المرض الوراثي في الدم، إلا أن كثيراً من المرضى أنفسهم ومن ذويهم لا يُدركون حقيقة المشكلة المرضية ولا جوانبها العلاجية والوقائية. والغموض أو عدم الفهم مردّه ذلك التعقيد المتمثل في نوعية هذا المرض وآلية حصوله وتداعياته.
ولكي نُدرك بالفهم هذا المرض، علينا مراجعة المقدمات التالية:
- خلايا الدم الحمراء: يُكون الجسم ثلاثة أنواع من «الخلايا» في الدم. وهي لخلايا الدم الحمراء Red Blood Cells، وخلايا الدم البيضاء White Blood Cells، والصفائح الدموية Platelets. وتحتوي خلايا الدم الحمراء على كميات من مُركب الهيموغلوبين.
ـ الهيموغلوبين: أو ما يُسمى بالترجمة للغة العربية بـ «خضاب الدم» أو «صبغة الدم». وهو مركب كيميائي، مُكون من أربعة سلاسل من البروتينات. وكل واحد من تلك السلاسل مُلتف حول نفسه بطريقة قد تبدو للناظر أنها عشوائية. والمهم أن تلك السلاسل الأربعة تُكون شكلاً فريداً، أشبه ما يكون بأربع كرات متقابلة. وفي المركز بين تلك السلاسل الكروية الأربعة يُوجد الحديد. أي أشبه ما يكون بزهرة مكونة من أربع ورقات تلتصق في المركز بدائرة صغيرة. هذا هو الهيموغلوبين الموجود في داخل كرة الدم الحمراء. وبالمناسبة، فإن خلايا الدم الحمراء سُميت بـ «الحمراء» لأن لون مُركب الهيموغلوبين أحمر. ووظيفة الهيموغلوبين هي تكوين عربة، أو ناقلة، يستقلها الأوكسجين في رحلته من الرئة إلى الأنسجة، عبر الدم. ويستقلها أيضاً ثاني أوكسيد الكربون في رحلته من الأنسجة إلى الرئة كي يتخلص الجسم منه هناك.
ـ بيتا وألفا: والسلاسل الأربعة للهيموغلوبين، منها اثنان من نوع ألفا? ، واثنان من نوع بيتا?. ومعلوم أن تكوين وإنتاج كل شيء في الجسم، سواءً كان مركبات أو أنسجة أو خلايا أو أعضاء، يخضع لتعليمات مُشفرة ومختزنة في الجينات الوراثية الموجودة في داخل ألـحمض النووي «دي أن إيه» للكروموسومات Chromosome الموجودة في داخل نواة كل خلية.
وضمن آليات وراثية معقدة عند التزاوج فيما بين الذكر والأنثى، تنتقل هذه المعلومات المُختزنة في الحمض النووي إلى الأبناء والبنات. ولذا تظهر تأثيرات هذه المعلومات الجينية كصفات على الأبناء والبنات وفق طريقة قوية، تُسمى «سائدة»، أو وفق طريقة ضعيفة، تُسمى «متنحية». ـ المعلومات الوراثية: والخاصة منها لإنتاج سلاسل «بيتا» مُختزنة في جين واحد وهو كروموسوم رقم 11. بينما تلك التي توجه لإنتاج سلاسل «ألفا» فهي مُختزنة في 2 من الجينات متقاربين ضمن تراكيب كروموسوم 16. والإنسان الطبيعي، والذي لديه مكونات أربعة طبيعية من سلاسل بروتينات الهيموغلوبين، يمتلك نسختين من كل كروموسوم. ولذا يملك موضعين loci يختزنان معلومات عن سلسلة «بيتا» وأربعة مواضع تختزن معلومات عن سلسلة «ألفا». أي لدينا ستة مواضع لاختزان معلومات إنتاج هذين النوعين من السلاسل البروتينية.
ـ الثلاسيميا: مرض سببه نقص Deficiency في إنتاج إما سلاسل «ألفا» أو سلاسل بيتا. وهذا النقص في الإنتاج لا يكون إلا نتيجة لوجود خلل في توريث المعلومات المُختزنة حول طريقة إنتاج أي من تلك السلاسل البروتينية.
ولذا لدينا بالعموم نوعان من «ثلاسيميا»، نوع فيه نقص وجود سلسلة «ألفا» ونوع فيه نقص وجود سلسلة «بيتا». ولكي يُنتج جسم الطفل السليم هذين النوعين من السلاسل البروتينية عليه أن يأخذ من الأب ومن الأم كامل المواضع الستة لاختزان المعلومات عن سلسلة «ألفا» وسلسلة «بيتا».
- درجات الخلل: الخلل في توريث مواضع اختزان المعلومات لا يكون بالضرورة في 6 مواضع، بل قد يكون في أقل من ذلك. ولذا لدينا درجات متفاوتة الشدة في كل من حالات «ثلاسيميا» الناجمة عن نقص إما «ألفا» أو نقص «بيتا».
ـ هيموغلوبين تعويضي: هناك أنواع عدة من الهيموغلوبين، منها ما يظهر في المرحلة الجنينية ويختفي تدريجياً مع ما بعد الولادة، ومنها ما هو خاص بالبالغين، ومنها ما يُوجد في الدم خلال مراحل العمر كلها. ويختلف تركيب الهيموغلوبين من ناحية نوعية السلاسل البروتينية فيه. ونوع البالغين هو المكون من سلسلتين لـ «ألفا» وسلسلتين لـ «بيتا».
* لماذا أنيميا البحر مشكلة؟
* من الضروري إدراك سبب المشكلة، خاصة حينما نتحدث عن مرض شائع في مناطقنا العربية والشرق أوسطية، في حين أنه مرض معقد في نوعية الخلل الحاصل في تكوين سلاسل بروتينية داخل مركب الهيموغلوبين.
الإشكاليات في مرض «ثلاسيميا»، التي على المريض وذويه إدراكها وفهمها، تتمثل في ثلاثة أمور، هي الدور الوراثي للإصابة بالمرض، وعدم القدرة على إنتاج هيموغلوبين طبيعي، وتداعيات وتأثيرات وجود هيموغلوبين غير طبيعي في دم المريض.
وكما سبق ذكره، يتكون الهيموغلوبين من أربعة سلاسل بروتينية. ووجودها بشكل طبيعي، أي اثنين «ألفا» واثنين «بيتا»، يُكون لنا هيموغلوبيناً ذا مقعد مُريح ومتسع يُمكن للأوكسجين أن يدخل إليه كي يتم نقله من الرئة إلى الأنسجة التي تحتاج إليه لحياتها. أي يُمكننا من الحصول على سيارة قوية ورحْبة وقادرة على استيعاب الراكب وتوصيله حيثما أراد، وإنزاله من السيارة بكل يُسر وسهولة حال وصوله إلى المكان الذي يُراد توصيله إليه.
وحينما لا يتمكن الجسم من إنتاج سلسلتين من نوع «ألفا» مثلاً، فإن الجسم لا يترك الهيموغلوبين مكوناً من سلسلتين فقط لـ «بيتا»، بل، وفي محاولة لترميم الوضع كيفما اتفق، يُجبر آنذاك على إنتاج سلسلتين أُخريين من «بيتا» كي يكتمل تركيب الأربعة أجزاء للهيموغلوبين. وهنا يتكون لدينا هيموغلوبين ذا أربعة سلاسل بروتينية من نوع «بيتا» فقط. وهذا الهيموغلوبين، الذي يُسمى بنوع اتش Hemoglobin H، لا يستطيع بكل سهولة توفير الراحة لجلوس الأوكسجين، ولا يُمكن للجسم بالأصل إنتاج كميات عالية ولازمة من هذا الهيموغلوبين الشاذ في الدم. أي أن عدم قدرة الجسم على إنتاج سلاسل «ألفا» أدى إلى عدم توفير أمكنة كافية تتسع لنقل كل الأوكسجين المطلوب نقله من الرئة إلى الأنسجة، وعدم قدرة الأوكسجين على الانفكاك من ذلك المقعد غير المريح والنزول في المكان الذي يقصده، وأيضاً عدم قدرة الجسم على إنتاج كمية كافية من الهيموغلوبين للدم. وهو ما يعني تلقائياً أن لدينا حالة من فقر الدم أو الأنيميا، لأن هذه الأنواع من الخلل في إنتاج السلاسل البروتيني ستؤدي إلى إنتاج هيموغلوبين ضعيف وغير طبيعي البُنية، وستؤدي إلى إنتاج خلايا دم حمراء غير طبيعية من ناحية مكوناتها من الهيموغلوبين، ما سيُؤثر في حجم وعمر الخلية الحمراء نفسها.
* أعراض مرضية لـ «الثلاسيميا»
* وفي حالات الأنيميا الشديدة، أي في حالات «بيتا ثلاسيميا الكبرى» وحالات «هيموغلوبين اتش»، تظهر علامات متنوعة لفقر الدم على المرضى، ومنها شحوب لون الجلد وزوال ذلك اللون الوردي لباطن الكف والخد وملتحمة العين، وتدني الشهية للأكل، وغُمْق لون البول، وبُطء النمو الجسدي، وتأخر البلوغ، وتضخم الطحال والكبد والقلب، واضطرابات في سلامة شكل وبنية وقوة العظم. ونتيجة لأسلوب المُعالجة، الهادف للإبقاء على حياة المريض، فإن تكرار نقل الدم للمريض يتسبب بتراكم كميات كبيرة من الحديد في الجسم، ما يتركز في أعضاء مهمة كالقلب والكبد والبنكرياس. والواقع أن السبب الرئيس للوفاة لدى مرضى الثلاسيميا المُعالجين هو نتيجة لتأثر القلب بتراكم الحديد فيه، وهو ما يُؤدي إلى فشل القلب Heart Failure نتيجة للضعف في قوة انقباض وانبساط عضلة القلب. وأيضاً ما يُؤدي إلى نشوء اضطرابات في كهرباء القلب وإيقاع النبض Arrhythmias وإلى النوبات القلبية Heart Attack.
كما ترتفع احتمالات الإصابة بالتهابات ميكروبية، ما يُجعلها السبب الثاني للوفيات بين مرضى الثلاسيميا. هذا بالإضافة إلى ضعف وهشاشة العظم.
* معالجة مرضى الثلاسيميا
* تعتمد معالجة حالات الثلاسيميا على نوعية وشدة الإصابة. والهدف هو تعويض النقص في إنتاج خلايا دموية حمراء قادرة على أداء مهمتها بيُسر وسهولة.
والأشخاص الحاملون للمرض، الذين لديهم أعراض خفيفة لفقر الدم، لا يحتاجون أي علاج مباشر، بل هي المتابعة ونصيحتهم بالاهتمام بالزواج من شخص خال من أية موروثات جينية لأمراض الدم الوراثية.
أما الحالات المتوسطة والشديدة من فقر الدم لـ «ثلاسيميا» فتتطلب بالأساس ثلاثة عناصر علاجية. وهي، نقل الدم بانتظام Blood Transfusion، وإعطاء أدوية تُخلص الجسم من كميات الحديد التي دخلت فيه نتيجة لتكرار نقل الدم Iron Chelation Therapy، وتناول حبوب فيتامين الفوليت Folic Acid. وهناك غير ذلك من المعالجات التي يفرضها حال المريض.
ولا يُوجد علاج يشفي من المرض سوى زراعة الخلايا الجذعية للدم ولنخاع العظم Blood and Marrow Stem Cell Transplant. لكن، وكما تقول المؤسسة القومية الأميركية للقلب والدم والرئة، فإن قلة من مرضى الحالات الشديدة من الثلاسيميا يجدون متبرعين مناسبين لهذه العملية الخطرة على حياتهم حال فشلها.
* الوراثة ونقل مرض الثلاسيميا
* لا يُصاب الأطفال، الذكور والإناث، بمرض الثلاسيميا إلا نتيجة تلقيهم موروثات المرض من والديهم. والإصابة بالمرض لا علاقة لها بالعدوى أو بتلقي دم من مُصاب أو حامل للمرض. هذا هو الأساس في فهم الدور الجيني الوراثي للإصابة بـ «الثلاسيميا».
وفي علم الأمراض الوراثية، هناك نوعان من الناس: النوع الأول، هم الأشخاص الذين يظهر عليهم المرض، أي مرضى. والنوع الثاني، هم الأشخاص الذين يحملون في جيناتهم الوراثية صفات المرض لكن لا يظهر المرض عليهم، ويُسمون بـ «حاملين للمرض» Thalassemia Carriers لأن لديهم سمات وصفات مرض «الثلاسيميا» Thalassemia Trait.
والحاملون للمرض قادرون على توريث المرض لأبنائهم أو بناتهم حال توفر ظروف ذلك. وتوفر ظروف ذلك، عبارة تعتمد على نوعية قوة تأثير الخلل الجيني لتوريث المرض Pattern of Inheritance. بمعنى أن لدينا أمراضاً وراثية من النوع السائد Autosomal Dominant. وهنا يُصاب الطفل بالمرض متى ما دخل جيناته ذلك الخلل، سواءً من الأم أو الأب. وهناك نوع آخر من الأمراض الوراثية وذات طبيعة متنحيةAutosomal Recessive. وهنا لا يظهر المرض بكامل صورته على الطفل إلا إذا اجتمع له من الأم والأب ذلك الاختلال في الجينات. وأنيميا حوض البحر الأبيض المتوسط، من الأمراض المنتقلة وراثياً بصفة متنحية. أي لا يظهر المرض لدى الطفل إلا حينما يكون كل من الأب والأم حاملين لموروثات الخلل الجيني. وحينما يتزوج رجل حامل للجينات المُختلة بامرأة حاملة للجينات المُختلة، فإن 25% من ذريتهم سيكونون مرضى، و50% سيكونون حاملين للصفات الوراثية للمرض، و 25% سليمين من المرض ومن حمل الصفات الوراثية للمرض.
ومن هنا تبدو أهمية الفحص الجيني Genetic Testing ما قبل الزواج، خاصة في العائلات أو المناطق التي يُوجد فيها انتشار للمرض. إذْ من الممكن جداً وقف توريث المرض، من الأب أو الأم الحاملين للمرض أو المرضى، حال زواجهم بشخص خالٍ من أي جينات غير سليمة في صناعة وإنتاج سلاسل بروتينات الهيموغلوبين.
وللتذكير فقط، فإن الإحصائيات غير المؤكدة تتحدث عن وجود أكثر من 100 مليون شخص، على مستوى العالم، حاملين لسمات نوع «بيتا» من «الثلاسيميا». ناهيك عن عدد الحاملين لنوع «ألفا» وناهيك عن العدد الحقيقي لو وُجدت إحصائيات عالمية دقيقة. كما تتحدث عن أن مناطق مثل الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط وشرقي وجنوبي الجزيرة العربية والهند والصين وجنوبي شرق آسيا ومناطق متفرقة من أفريقيا، هي أماكن ومجتمعات ينتشر المرض فيها. وبعض الدول، كقبرص واليونان، تُوجد جينات المرض لدى أكثر من 16% من السكان. وفي تايلاند حوالي نفس النسبة. وفي الهند وباكستان والصين وبنغلاديش، تتراوح ما بين 4 إلى 7%. ولا تُوجد إحصائيات دقيقة في غالبية دول العالم عن مدى انتشار المرض، خاصة مع موجات الهجرة البشرية في العقود القليلة الماضية.

فطر تم اكتشافه بالصدفة يؤدي الى دواء مبشر لعلاج السرطان

واشنطن (رويترز)قال باحثون يوم الاحد ان دواء تم تطويره باستخدام تكنولوجيا النانو أو تكنولوجيا الأشياء المتناهية الصغر وفطر ربما يكون فعالا بشكل كبير ضد سلسلة من أمراض السرطان.
وتم تحسين هذا الدواء واسمه ايودامين في واحدة من التجارب التي أشرف عليها الدكتور جودة فوكمان وهو باحث في مجال السرطان توفي في يناير كانون الثاني . وابتكر فوكمان فكرة العلاج بتجويع الأورام السرطانية بمنعها من إمدادات الدم المتزايدة.
والايودامين مثبط لتكوين الأوعية الدموية كان فريق فوكمان يعمل على انجازه منذ 20 عاما. ويقول زملاؤه في دورية نيتشر بايوتكنولوجي انهم ابتركوا تركيبة على شكل قرص ليس لها آثار جانبية.
ورَخَص الباحثون لشركة ذات ملكية خاصة للتكنولوجيا الحيوية في كامبريدج بولاية ماساتشوستس بانتاجه حيث قامت الشركة بضم عدة خبراء بارزين في مجال السرطان الى مجلس إدارتها.
وأظهرت التجارب التي أُجريت على الفئران انه يعمل ضد سلسلة من أمراض السرطان من بينها سرطان الثدي وسرطان خلايا الجذع الجنينية وسرطان المبيض وسرطان البروستاتا وأورام المخ السرطانية المعروفة بالأورام الجذعية الدبقية وسرطان الرحم.
وقالت اوفرا بيني من مستشفى بوسطن للأطفال وكلية هارفارد الطبية وزملاؤها ان الدواء ساعد على وقف ما يسمى بالأورام الأولية ومنع أيضا انتشارها .
وقالوا في تقريرهم انه"من خلال تعاطيه من الفم فانه يصل أولا الى الكبد مما يجعله فَعَالا بشكل خاص في منع نمو الانبثاث في كبد الفئران."
واضافوا ان "الانبثاث الكبدي شائع جدا في أنواع كثيرة من السرطان وهو غالبا ما يكون مرتبطا بسوء التشخيص ومعدل البقاء على قيد الحياة."
وقالت بيني في بيان"عندما أمعنت النظر في أكباد الفئران كانت المجموعة التي تم علاجها نظيفة تقريبا.
"وفي مجموعة المقارنة لا تستطيع التعرف على الكبد ..لقد كان تجمعا للأورام."
وعرف هذا الدوء تجريبيا باسم تي ان بي-470 وقد فصل أصلا من فطر يسمى " اسبيرجيلوس فوميجاتوس فريسينيوس أو " الرشاشات الدخناء."
واكتشف دونالد انجبير من جامعة هارفارد هذا الفطر صدفة أثناء محاولة زراعة خلايا بطانية وهي الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية. وأثر هذا الفطر على هذه الخلايا بطريقة يعرف انها تمنع نمو الاوعية الدموية الدقيقة المعروفة باسم الشعيرات.
وطور انجبير وفوكمان دواء تي ان بي-470 بمساعدة شركة تاكيدا للصناعات الكيماوية في اليابان في عام 1990.
ولكن هذا الدواء كان يؤثر على المخ مُسببا الاكتئاب والدوار وآثارا جانبية أُخرى. ولم يكن يبقى أيضا في الجسم لفترة طويلة . وتخلى المختبر عن هذا الدواء.
ولم تنجح الجهود الرامية الى تحسينه بشكل طيب. وجربت بيني وزملاؤها بعد ذلك تكنولوجيا النانو وقاموا بحماية هذا الدواء من الحمض المعدي.
وقالت بيني ان الدواء المعدل الذي أصبح اسمه الان ايودامين اتجه عند تجربته على الفئران الى الخلايا السرطانية مباشرة وساعد على وقف سرطان الجلد وسرطان الرئة دون آثار جانبية واضحة.
وكان يوجد في كل الفئران غير المعالجة سائل في التجويف البطني وكبد متضخم مغطى بالأورام السرطانية. وقال الباحثون ان كبد وطحال الفئران التي عولجت بالايودامين كانت تبدو طبيعية.
وقال فريق بيني انه بعد 20 يوما من حقنها بخلايا سرطانية نفقت أربعة فئران من بين سبعة فئران لم تعالج بالايودامين في حين ظلت كل الفئران التي عولجت حية.
وقالت "لم أكن أتوقع قط مثل هذا التأثير القوي على تلك النماذج الشرسة من السرطانات."
ويعتقد الباحثون ان الايودامين قد يكون مُفيدا أيضا في أمراض أُخرى تتسم بالنمو غير الطبيعي للأوعية الدموية مثل ضمور القرنية المرتبط بتقدم السن.