الأربعاء، 2 يوليو 2008

خبراء عالميون يوحدون جهودهم من أجل الأمن المعلوماتي

الاحد 22 يونيو 2008
نظمت الجمعية المغربية للتشفير بتنسيق مع الاتحاد الرياضي الأفريقي مؤخرا مؤتمرا عالميا أطلق عليه اسم «أفريقيا التشفير 2008»، حيث شهد مشاركة خبراء من مختلف أنحاء المعمورة، الذين جاؤوا من أجل مناقشة قضايا تتعلق بالأمن المعلوماتي. كما انصب تركيزهم على مناقشة المتطلبات التطبيقية الضرورية في هذا المجال. احتضنت مدينة الدار البيضاء مؤتمرا عالميا حول علم التشفير خلال الفترة الممتدة بين 11 و14 يونيو الجاري بمشاركة علماء من أمريكا وأوربا وآسيا، إضافة إلى القارة السمراء. إذ تمحورت فعاليات هذا المؤتمر الدولي، الذي اعتبر الأول من نوعه بأفريقيا، حول دراسة سبل تحويل المعلومات المدركة إلى معلومات سرية ومبهمة تستعصي على الفهم، وكذا إنجاز التطبيقات الرياضية والحسابية المتعلقة بها. وقد شارك في المؤتمر، الذي نظمته الجمعية المغربية للتشفير تحت شعار «أفريقيا التشفير 2008»، ما يزيد عن مائة وخمسين باحثا وخبيرا أكاديميا ينتمون لمجالات الصناعة والمال والاتصالات وأمن المعلومات، حيث كان الهدف من طبعة المؤتمر الأولى هو خلق فضاء عالمي كبير في ميدان التشفير على مستوى القارة الأفريقية على غرار«أمريكا التشفير» أو «أوربا التشفير» أو «آسيا التشفير»، وهو ما اعتبره الباحث المغربي عبد الأزهاري «سفينة رابعة» في ميدان التشفير العالمي. إذ من المنتظر أن تنعقد دورته الثانية بتونس خلال العام القادم. وفي هذا السياق، قال الباحث المغربي عبد الحق الأزهاري للأحداث المغربية إن علم التشفير أضحى اليوم مجالا مهما وضروريا بالنسبة للمغرب، خاصة فيما يتعلق بحفظ المعلومات والحماية المعلوماتية والأمن الاتصالاتي، مشيرا إلى أن المغرب في حاجة اليوم إلى كفاءات وخبرات تؤطر البحث النظري والعلمي التطبيقي في هذا المجال الخصب والواعد باعتبار أنه يساهم بشكل كبير في تيسير التسيير. وشدد الأزهاري على ضرورة وضع المساطر والقواعد القانونية وتبني المبادئ المنظمة للتشفير داخل التراب المغربي. من جهة أخرى، أكد الباحث في كلمته التقديمية أن «التطور النظري المحصل من طرف الباحثين الشباب في كل الاتجاهات المحادية لعلم التشفير، والمتطلبات التطبيقية لبلدنا في الحماية المعلوماتية متزاوجان لخلق شروط تمكن الباحثين المغاربة في هذا العلم لابتكار منظومات للتشفير الرياضي الحديث التي توطد وتضمن السرية وحماية وكمال المضامين والمطابقة والإمضاء الإلكتروني...» وركز المتدخلون في المؤتمر، الذي نظم بتنسيق مع الاتحاد الرياضي الأفريقي، على معرفة الوضعية العامة لآخر التطورات في مجال علم التشفير بأفريقيا ودراسة أمن العلاقات الإلكترونية بصفة عامة. كما شكل المؤتمر، الذي جمع ثلة من الباحثين الذين لا تتجاوز أعمار أغلبهم ثلاثين سنة، مناسبة للتفكير في مستقبل الأمن المعلوماتي وفرصة لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب ومناقشة سبل تمكين القارة الأفريقية من الوسائل الفكرية والصناعية والتكنولوجية بغية رفع التحديات والاستجابة لمتطلبات التشفير في العصر الرقمي. وفضلا عن ذلك، تدارست بعض المداخلات إمكانيات حفظ المعلومات على المستويات العسكرية والدبلوماسية والمدنية والتجارية، خاصة ما يتعلق بالتجارة الإلكترونية أو ما يسمى اليوم بـ»اقتصاد الإنترنت»، ناهيك عن مجالات الاتصالات الهاتفية والإلكترونية. كما انصب اهتمام المحاضرين على دراسة ما يطلق عليه اسم «المنظومة ذات المفاتيح العامة» أو «التشفير ذي المفاتيح العامة، ثم التشفير الإهليليجي»، وهي مصطلحات تشير إلى تقنيات حماية المعلومات. وعلى المستويين الصناعي والاقتصادي، رصد المتدخلون أهم المشاريع والمبادرات الرامية إلى تطوير مجال الأرقام والمفاتيح المبهمة والغامضة، وكذا إيرادات حفظ المعطيات المعلوماتية، خاصة في الغرب حيث القوانين المتعلقة بالتشفير مضبوطة وقوانينها الاقتصادية معروفة. إذ لاحظ المشاركون الأوربيون والأمريكيون، على الخصوص، أن هذا المجال لا زال في حاجة إلى تطوير أنظمته الاقتصادية وأنساقه الصناعية. كما تطرق المشاركون للمخاطر والمشاكل المرتبطة بهذا المجال، حيث ركز المحاضرون على العوائق التي تعرقل عمل المشفرين العالميين، خصوصا أن هذا الميدان لم يراكم بعد خبرات طويلة باعتبار أن عمره لا يتجاوز ثلاثين سنة. إذ كان الأمل في خاتمة اللقاء هو تحقيق التعاون في هذا المجال بين الخبراء الأفارقة وباقي المشاركين القادمين من مختلف أنحاء المعمور. م. جليد
الاحداث المغربية

ليست هناك تعليقات: